الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: قراءة في فكر علماء الإستراتيجية (نسخة منقحة)
.4- المفروض أن المسلمين هم التجسيد العملي للإسلام: أما المرادفة بين الإسلام والمسلمين، كما يفعل معظم المستشرقين والغرب، فهذا فقط من قبيل المجاز، والاختصار، التجاوز واليسر، ولكن يمكن أحيانا أن يكون إيجازا مخلاً ومجازاً مغرضاً. الظاهرة الحقيقية جدا والمحيرة للغاية، هي الانقلاب الذي طرأ على وضع الإسلام ودرجة تقبله أو رفضه في إفريقيا الجديدة بعد التحرر. قديما كان التحول إلى الإسلام يتم بسهولة وسلام، وبإقبال شخصي شديداً من أصحابه، الذين كانوا يرون في الإسلام وسيلة للتحرر والحرية والكرامة. بعد التحرر السياسي وخروج الاستعمار، حدث العكس أصبح هناك عقدة نفسية ضد الإسلام، ورفض له حاداً ومؤكداً، باعتباره وسيلة لسلب الإنسان من حريته الشخصية. لا شك أن أصابع الدول الاستعمارية والاستعمار خلق ذلك في الحالين، ولكن كعنصر ثانوي، وعامل انتهازي، ولكن الأصل والعيب ليس في الإسلام نفسه. .عودة الإسلام ليقود من جديد: ثم في جمهوريات آسيا الوسطى- السوفيتية سابقا- هناك عودة مؤكدة بمعنى ومفهوم مختلف، بعد طمر الشيوعية للإسلام 70 سنة. في الوقت نفسه يبدو أن ديناميات الإسلام تختل تماما؟ فقديما كان الإسلام يتقلص في تراجع نحو الجنوب في جبهته الأوربية وجنوب جبهته الإفريقية، الآن هناك عودة الإسلام في أوربا خاصة في طرفيها أسبانيا وآسيا الوسطى + هجرة المسلمين إلى قلب أوربا. فقد كان الاستعمار لا يحارب الإسلام علنا أو مباشرة، ولكنه كان يحاصره بطرق غير مباشرة. فقد كان يعطى كل الفرص والإمكانيات للوثنيين المنتصرين، أو المسيحيين من الفئات المستعمرة. فكانوا متأوربين متحضرين بالمعنى الأوربي، وجاهزين للسلطة والحكم حين ذهب الاستعمار، بينما كان المسلمون في كتاتيبهم ودراساتهم الدينية لا يصلحون لشيء فعلاً. وحين تسلم المنتصرون السلطة، اتخذ التناقض الديني شكل صراع سافر أو مكتوم، فأصبحت الدولة الجديدة تحارب الإسلام وتناصر المتنصرين، فتوقف الإسلام وتحول من المد إلى الجزر. .5- إستراتيجية الصهيونية واليهود هي استدراج الإسلام وتورطه في صدام دموي مع النصارى: * الإستراتيجية الإسلامية المضادة، ينبغي أن تعكس هذا الصراع: أن تدق إسفيناً ما بين المسيحية واليهودية، وتعمل على الفصل بينهما ما أمكن، وفي نفس الوقت وبنفس درجة التقارب بين الإسلام والمسيحية: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً}. لا أحد في أوربا يريد دولة إسلامية بالقارة، كلهم يعلنونها بلا مواربة، لا مكان للإسلام تحت البرد- إن أمكن تحت الشمس- المطلوب نفى الإسلام المعتدل- أي: المناخ المعتدل- إلى المدار... الإسلام يمتد من المحيط للمحيط- الأطلسي- الهادي، ومن البحر إلى البحر- المتوسط إلى بحر العرب- منطقة المشرق العربي هي حاضرة العالم الإسلامي، حيث تدور من البحر المتوسط إلى بحر العرب. بالعالم اليوم 20 مليون لاجئ 80% منهم مسلمون. إندونيسيا هي الإسلام الوحيد الذي يخترقه خط الاستواء، فالإسلام لا يصل في أي قارة أخرى جنوبا إلى خط الاستواء، سواء ذلك في إفريقيا أو أمريكا الجنوبية. في إفريقيا هو يقطع منطقة الساحل الشرقي لعمق محدود للغاية. سينكيانج والتبت، كلتاهما في الصين. كلتاهما آسيا الوسطى في الاتحاد السوفيتي السابق، ليست صينية، ولكن استعمار صيني، وكما انفصلت آسيا الوسطى في دول مستقلة، يجب أن تنفصل سينكيانج والتبت عن الصين كدول مستقلة (داخلية) أيضا، إذ لا معنى حقيقة لهذا الابتلاع. .6- الغرب يسمي الإسلام الخطر الأخضر ويعتبره عدوه اللدود: بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وزواله، وبدء البحث عن عدو جديد، قيل: إنه الإسلام، نؤكد أن الإسلام خارج المعركة والحلبة، هو فقط كبش فداء مؤقت، أما العدو الحقيقي الفعال فسيظهر من بين صفوف المعسكر المنتصر بالغرب، وسيكون الصراع الرهيب بين أمريكا وأوربا الغربية أو اليابان أو... ولعلهم هناك يخدعون أنفسهم ثمن حتمية ومأساوية، هذا الصراع القادم بالحديث الشفهي عن الإسلام كعدو. .7- الجغرافيا علم الأين: 1- الإسلام الحميد- تحرير فلسطين أساسا + تنمية وتطوير العالم الإسلامي. 2- الإسلام السياسي الخبيث- الثيوقراطية والدولة الدينية. .8- الغرب يعتبر العالم الإسلامي عدوه الجديد: الإسلام اليوم في فرنسا هو الديانة الثانية بعد الكاثوليكية- وقبل البروتستانتية واليهودية- عددهم 6. 5 مليون- 11% من سكان فرنسا. .الفصل الخامس من الكتاب: العالم الغربي: .1- صراعات البشرية من أجل القوة والسيطرة العالمية، ومنها الصراعات الأوربية: حسنا، كانت أوربا البيضاء المسيحية طوال العصور الوسطى المظلمة في حرب ظالمة، وعداء منطقي مع العالم العربي والشرق الأوسط- المسلمين- ولا يزال الثأر والتعصب والحقد والكراهية بدرجات متفاوتة. عن الحكمة التي تقول: ما محبة إلا بعد عداوة. علق الكاتب رحمه الله يقوله: هذا ما يحدث الآن في أوربا بعد حروب ألفية- وبالآلاف، بدؤوا يتقاربون ويدركون وحدة أصلهم وكيانهم. يوما ما سوف تتسع الدائرة ليكتشف الأوربيون أن أقرب الشعوب غير الأوربية إلى الأوربيين هم العالم العربي والشرق الأوسط، وإنهم جميعا قوقازيون، بيض، متحضرون، مختلفون عن سائر شعوب الأرض أي وحدة، ولكنها أقل كثافة وعمقا من الوحدة الأوربية، كما أنه ما من محبة إلا بعد عداوة، فكذلك ما من مساواة إلا بعد صراع. كل جماعة تفضل نفسها على الآخرين، وتعتبر الأرقى والأسمى وترفض أن تعترف بالآخرين أنداداً متساوين معها ومساوين لها، إلى أن يفرض الآخرون أنفسهم عليهم بالقوة والحرب والصراع، حتى يتقاربوا ويتصالحوا صلح الشجعان، وهذه قصة أوربا بشعوبها المختلفة داخلها، وما كارثة الاتحاد السوفيتي وشرق أوربا مؤخرا إلا آخر وأحدث تجسيد لهذه الحقيقة ولهذا القانون. الآن الدور والدورة على العرب المسلمين والإسلام عامة. فعلاً أوربا والغرب تبحث الآن عن عدو- وليس هذا توهماً أو شذوذاً- هو طبيعي جدا في التاريخ والحياة. نفس القضية مع أوربا + العرب، لا للعرب، ولا أوربا، تنافس مع الآخرين على صدارة العالم، سواء في الماضي أو الحاضر، كلاهما يعلم ويعلن أن الأولوية لأوربا والغرب الآن وإلى الآبد، لكن العرب تشعر أنها الرجل الثاني في العالم، وتريد اعتراف أوربا بها على هذا الأساس، ولكن أوربا ترفض تكبرا ومكابرة، ولكن سيأتي اليوم الذي تدرك فيه أوربا صحة وشرعية الادعاء العربي، وستقربهم إليها على هذا الأساس. .2- رغبة أوربا الموحدة في الاستقلال والتحرر من الخضوع لأمريكا: .3- تآمر أوربا وأمريكا ضد البوسنة والهرسك: .4- أوربا تعتبر أن العدو الجديد هو الإسلام: ينبغي أن تميز في ألوان البشرة والأجناس بين الأبيض الأوربي والأبيض الشرقي وهو الأبيض القوقازي غير الأوربي، أو الأبيض القاتم أو الكابي.
|